بقلم / خالد الترامسي
إن ما يحدث في مصر من حوادث متواترة بين الحين والأخر لهو أمر ممنهج وقد بلغ مداه ولم يعد مسموحا به أو الإستهانة به أو التقليل من شأنه ، أو التسامح مع مرتكبيه والمحرضين عليه دولا كانت أو أفراد ، ولتكن المكاشفة هي عنوان تلك المرحلة .
الإعلام تناول الموضوع بشكل غاية في الإستهتار واللامبالاه وعدم وضوح الرؤية وإستباق الأحداث ، تعامل مع الحدث وللأسف بسياسة الخيال العلمي وشطحاته لم تكن هناك معلومات متوافرة ، حتي ولو كانت هناك معلومات ، فإنها لم تكن معلومات تحمل معني الدقة ، طائرة أختطفت ، لا بد أن نتعامل مع الحدث وكأنه شيئ عادي ، أما وأن تنشغل كافة أجهزة الدولة والوزراء المعنيين ورئيس الوزراء بهذا الأمر لهو أمر يصل إلي حد إهدار الوقت خاصة وأن الموضوع جد بسيط حسب المؤشرات المعلنة ، أما وأن يصل الأمر إلي حد إفراد مؤتمرات وإصدار بيانات وهو ما يجعل الحدث وكأن مصر أصيبت بكوارث فاقت كل الحدود ويتعين عمل غرف عمليات وغيرها من الأمور التي أضرت بالأمن القومي للبلاد وما يستتبعه من التأثير علي كافة القطاعات الإقتصادية ، لا سيما القطاع السياحي والذي يعتمد بالدرجة الأولي علي العامل الأمني .
من المعلومات الأولية لحادثة إختطاف طائرة مصر للطيران يتبين أن الحادث حادث تافه ، ولو أن الجهات الأمنية بالبلاد تثق ثقة مطلقة بأنه لا يتصور أن يمر جرام واحد من المواد المستخدمة في العمليات التفجيرية لما حدثت كل هذه الضجة ، ولتعامل معها أحد أفراد طاقم الأمن بالطائرة تلك ناحية ، ومن ناحية أخري أري أنه هناك ثمة روايات مختلفة تم تسويقها بحرفية مطلقة لهذا الحادث بغرض إحداث نوع من البلبلة وعدم وضوح الرؤية وهو ما جعلنا أمام روايات عدة تتضارب مع سابقتها وكأننا أمام غرفة عمليات توجد في دول أخري غير مصر تدير هذه الشائعات بغرض ضياع باقي الفرص الضئيلة للسياحة بالبلاد ، كان من الأولي لوزير الطيران المدني في مؤتمره الصحفي أن يكون حاسما في إظهار شخص الخاطف ومنذ الوهلة الأولي ، وقف وزير الطيران وكأنه يدير جهاز الأمن الوطني أو أنه وزير الداخلية ، والغريب أنه لم يقم أيا منهما بالخروج علي شاشات التلفاز للإدلاء بثمة معلومات عن هذا الموضوع وهذه من الأمور الداخلة في صميم عمليهما وهو ما يدل دلالة قاطعة أننا أمام رئيس وزراء غير جدير بتولي زمام الأمور في هذه الأونة .
إن مصر بحاجة إلي رئيس وزراء عملاقا في ربع حجم قائد وزعيم مصر عبد الفتاح السيسي ، من لا يستطيع أن يفوت الفرص علي الغرب لإحداث هزات متعمدة للنيل من الإقتصاد المصري ، لا يكون جديرا بمقعده .
إن مصر بحاجة إلي وزراء يقبعون في مكاتبهم ليل نهار ، يعملون في صمت ، لا يحبون الشو الإعلامي وبريقه ، إنهم يضيعون أم العروبة بتصريحاتهم الغير مسؤولة والتي تفتقد إلي المعيارية والتدقيق.
حمي الله مصر حمي الله قائدها وزعيمها السيسي .